سئل الشيخ عبد الله بن بيه وزير العدل الموريتاني السابق، والأستاذ في جامعة الملك عبد العزيز عن حكم سفر الناس للعمرة، فهل الأفضل أن يكون ممسكًا صائمًا أم مفطرًا؟
دعني أقول أولاً: إن العمرة في هذا الشهر أمر مشروع ومطلوب، لما جاء في الحديث: "عمرة في رمضان تعدل حجة".
وفي رواية زيادة: "حجة معي". وصححت هذه الزيادة كما ذكرها السيوطي، وصححها الألباني، وهي زيادة صحيحة وعظيمة جدًّا؛ فالعمرة التي تعدل حجة هي شيء عظيم، فما بالنا بحجة مع النبي .
أما بالنسبة للإفطار فهي مسألة خلافية، فالإمام أحمد -رحمه الله تعالى- قال: الإفطار أفضل، واستند إلى حديث الذين صاموا في السفر مع النبي ، فأغمي عليهم، فقال : "أولئك العصاة أولئك العصاة".
وأما مالك فيرى أن الصوم أفضل لمن يقوى عليه؛ لقوله تعالى: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 184]. وهو قول الجمهور خلافًا لأحمد. ورأينا أن من أفطر فهو مصيب، ومن بقي صائمًا فهو مصيب، والأمر واسع إن شاء الله[1].
[1] موقع بن بية.
الكاتب: الشيخ عبد الله بن بيه
المصدر: موقع موقع بن بية